ژمارەی بینین:

الاعتصام بالدين

نوسەر:ابو حارث حسام هه فته غارى.
بەروار:٢٠١٧/٠٦/٢٨

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
قال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105), قال السعدي في تفسيرها: ومن العجائب أن اختلافهم {من بعد ما جاءهم البينات} الموجبة لعدم التفرق والاختلاف، فهم أولى من غيرهم بالاعتصام بالدين، فعكسوا القضية مع علمهم بمخالفتهم أمر الله، فاستحقوا العقاب البليغ، ولهذا قال تعالى: {وأولئك لهم عذاب عظيم}.
عن أبي عامر عبد الله بن لحي، قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني : الأهواء - كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة ، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله...)).
الدكتور عبداللطيف كان السبب الرئيسي في تفرقة الصف السلفي في العراق وكردستان خاصة؛ لأن حب الزعامة والتصدر, وعدم الرجوع إلى الحق, والانتصار لرأيه, وتبريره لأخطائه بالأعذار غير المقنعة, جعل أتباعه من المتعصبين له يتمسكون به أكثر, وهذه الصفة مذمومة في المنهج السلفي, ولا يقبله كل مسلم سلفي له من العلم الشيء القليل.
ثم بدأ الدكتور بتأصيلات علي الحلبي, مثل قاعدة لا يلزمني, ومسائل الجرح والتعديل من مسائل الاجتهاد, والتفريق بين منهج العلماء؛ مما أدى إلى تمرد بعض الشباب المتعصبين له على كبار علماء, أمثال الشيخ ربيع والشيخ عبيد, وهو بنفسه طعن في هذين الجبلين, فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن قريب جاء بشبهة جديدة, وهي أن الحلبي مُختلف فيه عند العلماء في تبديعه, فقال في مقطع مصور: يسألوني ماذا تقول في الحلبي, هل أنت تراجعت عن تبديعك للحلبي؟, ما هذا (قالها مستهزأ) هذا الدين الكبير, أركان الإسلام وأركان الإيمان ليس فيها الحلبي, هل فهت؟, ولو فرضنا إن قلت: هو مبتدع أو غير مبتدع, ما الذي يغير في الموضوع؟ يعني الدخول في دائرة السلفية والخروج منها مرتبط بهذا السؤال؟ لذا هذه العقلية يجب أن تترك, الناس يمتحنون بأهل الفرق المبتدعة (وذكر بعضهم), وأنت تأتي وتمتحني بشخص من علماء أهل السنة من لا يبدعه, نعم قبل أن تأخذ النتيجة من امتحانك لي, فأنت أخذت النتيجة من غيري, صالح آل الشيخ لا يبدعه, إن كنت صادقا قل هو مبتدع, عبدالمحسن العباد لا يبدعه, هيَّا أنزل الحكم عليه أولا, وقل: سقط في الامتحان, وصار مبتدعا, لا لا هذا الميزان ليس لهم, فقط لكم (يقصد نفسه), ما هذا إخوتي؟ كفى اتركوا هذه اللعبة, فليعلم الجميع ليس دفاعا عن الحلبي, وإنما عن المساكين الذين يُبدعون بسبب عدم تبديعهم للحلبي, يُبدعون هذه الأمة كلها, يُبدع, لماذا؟ لأنهم لا يُبدعون الحلبي, ما هذا الرجل, عقيدته الإسلامية كلها كاملة, ولكن من الآن فصاعدا ربما يُغير رأيه في الحلبي, فيكون مثل الشيخ عبدالمحسن العباد, لماذا تأتي أنت تبُدعه وتهجره وتعاديه؟, ثم يقولون: استاذ عبداللطيف أنت كنت يوما تبدع الحلبي, بدعته, الآن أنا متراجع نادم والحمد الله.
أقول: الحلبي تكلم فيه كثير من العلماء, وليس الشيخ ربيع فقط, بل والله أعلم أن الشيخ ربيعا آخر من تكلم في الحلبي, أمثال الشيخ الفوزان والنجمي وزيد المدخلي ومحمد عبدالوهاب واللحيدان وعبيد الجابري وغيرهم, ثم الشيخ ربيع.
وهذه العبارات الأخيرة للدكتور عبداللطيف تجاه الحلبي ما هي إلا لكسب وإرضاء الحلبيين؛ لأن الدكتور بعد ما حذر منه الشيخ عبيد والشيخ ربيع, لم يأخذ بكلامهم, ولم يتراجع عن أخطائه, فليس له مكان عند السلفيين, فما بقي إلا أن يكسب مودة الحلبيين شيئا فشيئا, بدأ بالتعاطف والتسامح مع الحلبيين, وهذه المرحلة من الدكتور قبل تحذير الشيخ ربيع منه, ولكن كان متخفيا بعض الشيء, حيث بدأ مع ملا جليل الحلبي, ووافقه على بعض أقوال الحلبي.
ومن أجل الحفاظ على لمّ شمل السلفيين, يجب على كل سلفي عاميا كان أو متعلما الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح, ولزوم غرز العلماء الكبار الربانيين؛ امتثالا لقوله تعالى:{ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}(النحل:34), وعدم التعصب للأشخاص فهما كانت مكانتهم العلمية, بل يجب أن تتبع الأدلة, والسلفي الحق هو مشهور بين كل الطوائف, أنه لا يتعصب إلا للكتاب والسنة والدليل, وليس له أي تعصب, وبهذا يستطيع المسلم السلفي أن يجتاز هذا الوضع الذي تمر به الدعوة السلفية من التفرق والتعصب الذميم الموجود الآن في الساحه, وخاصة أتباع الدكتور فترجع الأخوة في الله, والولاء والبراء لله, ويرجع اللم والشمل السلفي والاجتماع على الحق لا على الآراء والتحزب وتعظيم الأشخاص فوق مقامهم الذي هم عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام علي نبيه وعلى آله وصحبه وسلم./ابو حارث حسام هه فته غارى.