ژمارەی بینین:

الردود المنهجية

نوسەر:دكتور دحام.
بەروار:٢٠١٧/٠٦/٢٨

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
لا يخفى على الجميع بصورة عامة وعلى طلبة العلم بصورة خاصة, ما تتعرض له الدعوة السلفية في شتى أنحاء المعمورة, فالكفار من جهة, والعقلانيون من جهة أخرى, ومن أهل الأهواء المنحرفين عن جادة الصواب على اختلاف مناهجهم من جهة أخرى, فالعاقل لابد له من أن يقف مع نفسه وقفة انصاف للحق وأهله؛ لأنه لابد له من يوم يقف به أما ربه فيسأله عن دينه, وكيف دافع عنه باتباع ما جاء من ربه, وما جاء به رسوله الكريم, وما كان عليه علماء هذه الأمة من المتقدمين والمتأخرين؟, حيث إنهم ورثة الأنبياء, فأين دفاعك يا مَن تدعي السلفية عن علمائك الربانيين, حين يوصفون بالرجعية والتطرف والسذاجة, ويوصفون بصفات مستقبحة, حتى لا تليق بالعوام, فكيف بالعلماء, وقد يوصفون بغلاة الجرح والتعديل, وما هذه الصفات التي ذُكرت وغيرها من بقية الصفات إلا لتنفير والتشويه لصورة هؤلاء الأعلام الذي امتن الله بهم علينا حتى نعرف قدرهم وقيمتهم وننشر علمهم بين الملأ, وننشر صفاء منهجهم, ويا للعجب من أناس كانوا بالأمس القريب يدافعون وينافحون في بيان جهد العلماء الربانيين, ومن بينهم الشيخ ربيع والشيخ عبيد, ومن هو على منهجهم, وكان يوصي الشباب بالاستماع إلى ما يصدر من هؤلاء المشايخ الأجلاء وبالالتزام بما يوجهنا به من وصايا نافعة في المنهج وبالسير خلف خطى هؤلاء المشايخ, أصبح الآن يُسخِّر حكمه ولسانه ويتكلم بالكلمة التي لا يلقي بها بالا في مشايخ أفنوا أعمارهم ووقتهم في خدمت السنة وأهلها, ولم ينحازوا إلى الدنيا وزخرفها, بل ولا يخافون في الله وقول كلمة الحق تجاه من يكون, سخروا أقلامهم وسهامهم للانتقاص وتشويه صورة هؤلاء العلماء الأجلاء أمام الصغار للطعن فيهم وتجهيلهم.
فيا مَن كنت تقول التزموا بأقوال العلماء, أمثال الشيخ ربيع والشيخ عبيد فيمن بدعوه وفي من حذروا منه, ماذا دهاك؟ وماذا حدث لعقلك يا مَن تدعي السلفية؟ هل هذا الذي تربَّيت عليه؟ هل هذا الذي تعلمته من قراءتك على يد المشايخ؟ هل هذا الذي كنت تعتمده؟ وكنت تحث مَن خالفك فيما مضى بالالتزام بكلام أهل العلم, والآن أصبحت ضحية, وأصبحت أنت الذي يوجه إليك الكلام, كما كنت تنصح غيرك من أصحاب المناهج الضالة.
عُد إلى رشدك, عُد إلى المنهج السلفي الذي كنت عليه, عُد إلى ميراث الأنبياء, عُد إلى علمائك الأجلاء, عُد قبل أن يخرج النفس ولا يعود, أمِن أجل أن تظهر, ومِن أجل أن تُذكر ومِن أجل الدنيا ضحيت بجهود سنين, وتعب أعوام, ضحيت بمنهج السلفية, ضحيت بالدعوة السلفية, بل آذيت الدعوة السلفية, فلا تكن ممن يؤتى الإسلام من قبله, بل كن عونا لعلمائك وإخوتك وأحبابك, في الدفاع عن هذا المنهج القويم, وإذا لم ترد هذه, واخترت الثانية فالدعوة ليست متوقفة عليك {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ} (محمد:38), فغيرك كثير مَن زاغوا وبدلوا, وكانوا أكثر منك علما وشهرة, فهل تبدلهم أثر على الدعوة السلفية؟, بل عوضنا الله بأفضل منهم وأرسخ منهم في العلم والدعوة, تريد أن ترفع مَن وضعه الله {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} (الحج:18), هذا الحلبي التائه الضائع الذي تكلم فيه العلماء وكبار أهل العلم, ومَن عَلِم حال الرجل حجة على من لا يعلمه, فلماذا هذا التلاعب؟ ولماذا هذه المراوغات؟ بالأمس الحلبي مبتدع ضال الحلبي تائه, هل بدل الحلبي أصوله وقواعده؟ هل رجع إلى الحق؟ مَن الذي تبدل؟ ماذا دهاكم؟ كونوا منصفين, كونوا مع الحق, ولا تكونوا مع الباطل, كتاباتكم شاهدة عليكم, تسجيلاتكم شاهدة عليكم, ومحاضراتكم وخطبكم شاهدة عليكم, وقبل كل هذا الله شاهد عليكم, اتقوا الله في الدعوة, اتقوا الله في دين الله, اتقوا الله في أنفسكم, ستسألون عن هذا كله, فأعدوا لها جوابا, أو ارجعوا إلى حضيرة السلفية, ارجعوا إلى ميراث الأنبياء, ارجعوا إلى العلماء الربانيين, ارجعوا إلى منهج الأنبياء والمرسلين.
فالواجب علينا وعليك وعلى الذين عرفوا الدعوة السلفية الرجوع إلى الحق ولو كان مرا مريرا ( أرجع إلى الحق وأنا صاغر, لأن أكون ذَنَبا في الحق خير من أن أكون رأسا في الباطل, أنسيتم قول الله تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}؟ (آل عمران:103), أنسيتم نهيه عن التفرق والاختلاف؟ أنسيتم نهيه عن التعصب للأشخاص؟ كونوا عباد الله إخوانا, السلفية بحاجة إلى أناس حكماء رحماء فيما بينهم, أشداء على أهل البدع والمنكرات, وأهل الأهواء, لا حدادية ولا مميعة, واجبنا لم شمل السلفيين على منهج ربانين قويم, منهج قوي رصين, لا إفراط ولا تفريط.
والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم./ دكتور دحام.